عن رندة

لطالما سعت رندة حموي المولودة في دمشق إلى تعزيز التفاهم والصداقة من خلال مجال عملها المتنوِّع تنوّع البلاد التي نشأت فيها كابنة دبلوماسيين.

دأبت رندة -مستفيدةً من نشأتها ولغاتها- على إطلاع الناطقين بالإنكليزية على مشاعرها وتعريفهم بثقافتها وقِيَمِها عن طريق الشعر وقصص الأطفال التي قدَّمتها بلغتهم. بعد ذلك بسنوات واستجابةً للمَطالِب العربية أعادت كتابة قصصها - وحتى شعرها - باللغة العربية.

كان إيمان رندة المبكِّر بأهمية السلام واضحاً في جميع أعمالها الأدبية والفنية، وقد تعزَّز ذلك الإيمان لاحقاً في أثناء دراستها اللغوية للقرآن الكريم.

أمّا اليوم، ونظراً لما يجري في العالم، فإنَّ اهتمام رندة منصبّ على التشافي مع تحفيز الشعور بالمسؤولية الفردية والتقريب بين الناس ومدِّ الباحثين ببذور المعرفة التي منها تتولَّد النوايا الحسنة وبها يُبنى المجتمع السلمي.

تعزيز التفاهم

تعتقد رندة حموي أنّه لا يمكن للناس تصوّر السلام إلا بعد تحطيمهم للعصبية القبلية...

تعتقد رندة حموي أنّه لا يمكن للناس تصوّر السلام إلا بعد تحطيمهم للعصبية القبلية، وأنَّ إدانة النفس هو الحجر الأساس في بناء السلام، وأن التواصل الفعَّال بين الناس هو الطينة التي بواسطتها تتماسك الأواصر ليُبنى السلام الدائم.

كان أول نشاط لرندة في هذا المجال في التاسعة من عمرها حيث حصلت على شهادة تقدير من المدرسة الأمريكية على نهر الراين لتعزيزها الصداقة الأمريكية الألمانية. وفيما بعد حين كانت رندة في دمشق مع والديَها بين بعثاتهما الدبلوماسية، شعرت عام 1967 بالذي تعنيه الحرب فبدأت تعبّر بالإنكليزية عن مظالم الاحتلال على أمل تعريف الغرب بالقضايا العربية.
ويحزنها جداً أن ترى الأهل يضطرّون أطفالهم إلى النشوء في جوٍّ منغلق من العصبية. قد يشعر البالغون بارتياحٍ أكبر بين أناسٍ يقاربونهم شكلاً وكلاماً، لكنها تعلم من تجربتها الخاصة أنَّ الصغار لا تهمّهم القوالب وحديثهم طفوليّ موَحَّد.
‏ تهدف رندة من خلال القصص التي ألَّفتها بالإنكليزية إلى توسيع منظور الأطفال وإدخال البهجة والروحانية والوعي البيئي إلى عالَمهم جراء تفاعلهم مع الشخصيات العربية المسلمة الطريفة.
كما وتصوِّر في رسمها مواضيع متنوِّعة بعضها يحكي آلام مَن ارتكبت في حقهم المظالِم.
‏ نرى في شعرها الإنسانية كوحدة لا تتجزّأ، فبالإضافة إلى التعبير عن التوق إلى الحب والبحث عن معنى الحياة، فإن أشعارها تسجِّل الظلم لكي نراه من خلال عيون ضحاياه في جميع أنحاء العالم.
"لولا رحمة الله
لكانت عيوني أنا هي تلك العيون
ولكان وجهك أنت هو ذلك الوجه
الظاهر أمامنا في على صفحة الجريدة..."

من خلال اهتمام رندة بـالبحث اللغوي في آيات القرآن وسياقه، أدركت حقيقة أن كلمة "الدِين" (التي يفهمها الناس على أنَّها "المِلَّة" أو "الشِرعة") هي في الواقع سُلَّم الإدانة الأمثل الذي نجد أنفسنا مسؤولين على ضوئه تجاه الآخرين وأمام الله. لحظة فهمها لهذه الحقيقة أدركت رندة أهمية استبيان معاني ألفاظ القرآن وما يمكن أن يتبع ذلك من التئام للجروح وإصلاح للجسور ومنع للصراعات.
كاد يجُفَّ اليوم تماماً مِداد الشِعر لدى رندة ومثله الألوان على ريشتها.
يتركَّز الآن اهتمامها عند المساءلة الفردية والتواصل الإنساني الفعال الذي يجتاز حدود الثقافة والسياسية حتى ولو تطلَّب ذلك العبور الجري بعكس التيار، فقد يأتي اليوم الذي تشعر فيه مجتمعاتنا بأحزان وأفراح بعضها البعض لتنمو وتزدهر معاً.

اقرأ المزيد

الأسلوب والشعر

يمتاز أسلوب رندة الأدبي بكونه حرّاً في بعض الأحيان وتقليدياً في أحيان أخرى متاثِّراً بخلفية..

يمتاز أسلوب رندة الأدبي بكونه حرّاً في بعض الأحيان وتقليدياً في أحيان أخرى متاثِّراً بخلفية دراستها للغة الإنكليزية وآدابها، وقد أضفت دراساتها العليا في علم النفس تماسُكاً إلى عمق تفكيرها الذي اكتسبته من عقودٍ من التدبُّر في ألفاظ القرآن.

أول ما نُشر لرندة مجموعة شعرية بالإنكليزية عام 1991-كانت قد بدأتها في سن التاسعة- بعنوان’رياح الزمن‘ثم أطلقت مجموعتها الثانيةبعنوان ’دقَّات قلبٍ في مهب الريح: تأمُّلات امرأة عربية‘في واشنطن 2002، على هامش المؤتمر السنوي للجنة الأمريكية-العربية لمكافحة التمييز
.أبداً لن ننسىثم نُشر ووُزِّع شعر ’لن ننسى‘ في حفل إزاحة الستار عن نصب دير ياسين التذكاري على ضفاف بحيرة سينيكا، نيويورك، عام 2003. جدير بالذكر أنَّ النصب التذكاري -وهو على شكلِ زيتونةٍ فلسطينيةٍ مقتلعة من الأرض- يحمل لوحة برونزية محفور فيها أبيات شعرٍ لرندة من نوع ’الهايكو‘
2004 أمّا في عامقلبي يدقُّ في ألمانيافشاركت رندة في معرض فرانكفورت للكتاب -وكان العالَم العربي ضيف شرف- العام بكتابها الصغير وعنوانه ’قلبي يدق في ألمانيا‘
وبين أهم إنجازات رندة في بناء الجسور بين الثقافات كتابها"قلب عربي مغترب: من دمشق إلى إشبيلية إلى نيويورك"الذي قدَّمته عام 2006 كمجموعة من الشعر العربي والتأملات وبعض البحث القرآني، نال استحسان النقّاد وحصلت به على مكانتها كشاعرة تكتب بالعربية.
... .

اقرأ المزيد

القصص

تمتاز قصص رندة للأطفال (بين 9-14 سنة) بأنها مكتوبة باللغتين الإنكليزية والعربية.

تمتاز قصص رندة للأطفال (بين 9-14 سنة) بأنها مكتوبة باللغتين الإنكليزية والعربية. لقد استمتع أطفال كثيرون بما توفّره هذه القصص من المتعة الأدبية والتجربة الثقافية والوعي البيئي. صدرت قصص ’أيام حلوة في مرج الأمل‘ ‘Delightful Days in Marjella’ عام 1993 ثم صدرت نسختها العربية بعنوان ’قصص فادي وسنا" في عام 1995. أمّا ’تسبيحة صقر‘ فظهرت في حلقات في مجلة عام 1997. ثم نشر لرندة كتاب فريد من نوعه هو ’حمد الفتى الصقّار‘ ‘Hamad the Young Falconer’ باللغتين العربية والإنكليزية من قِبل وكالة الأبحاث البيئية وتنمية الحياة الفطرية (ERWDA) في عام 2000.

وقد قدَّمت بعض المدارس في الولايات المتحدة وفي العالم العربي ’أيام حلوة في مرج الأمل‘ لطلابها الذين استمتعوا بكل من القصص والتمارين المُرافِقة لها في ’Fun Workbook‘ بينما ظهرت شخصيات من ’حمد الفتى الصقّار‘ في الإمارات العربية المتحدة كرسوم متحركة (في ركن الأطفال ونادي صقاري الإمارات) وكتمثيل للأدوار في المهرجانات المدرسية (بالتعاون بين WWF و ERWDA).

اقرأ المزيد

الفن التشكيلي- الرسم

رندة شغوفة بالرسم وقد استخدمت الألوان المختلفة في عملها إذ كانت تستمتع بكل دقيقة رفاهية تقضيها ...

رندة شغوفة بالرسم وقد استخدمت الألوان المختلفة في عملها إذ كانت تستمتع بكل دقيقة رفاهية تقضيها وفرشاة الرسم بين أصابعها. بدأت باستعمال الألوان الزيتية التي كانت هي المفضلة لدى والِدِها، ثم جرَّبت الألوان المائية والباستيل، فكان الباستيل بمثابة اللون الحيّ الذي اختارته لرسم المعاناة الإنسانية المعروضة في الصحف والمجلات. صوَّرت رندة معاناة بعض المعذَبين منهم، مؤطِّرةً لوحاتها بأبيات مؤثرة من الشعر لتُسمَع منها تنهُّداتهم وحكاياتهم. من ضمن تلك الصور بعض فِتيةٍ محتجزين في كيب تاون يتمسكون بأسلاك شائكة، وصبي كردي جائع يرفع طنجرةً فارغة فوق رأسه، وشباب أفغان تنتابهم الحيرة، وامرأة عجوز في دكّا تعاني الفقدان، وأم وابنتها تبكيان قبل الفراق في سراييفو، وأم وطفلها يودِّعان الأهل في غورازدي البوسنة عبر نافذة القاطرة التي تقلّهم بعيداً، والفتى الفلسطيني رامي الحجر الذي صوَّرته عدسة الكاميرا قبل أن يُردى قتيلاً. لقد لامست مجموعة اللوحات تلك بحقٍّ قلوب كل من اطَّلَع عليها.

ظهرت هذه القصائد والصور من بين المجموعة الشعرية التي نُشِرَت تحت عنوان "نبضات قلب في مهب الريح؛ تأملات امرأة عربية."
تتطلع رندة إلى الوقت الذي يمكنها فيه معاودة الرسم إذ أنَّ أبحاثها وكتاباتها تسيطر الآن على حياتها بأكملها.

اقرأ المزيد

منهاج رائد

يرتبط ما تلتزم به رندة في هذه الآونة بدراستها للقرآن الكريم وتطبيق..

يرتبط ما تلتزم به رندة في هذه الآونة بدراستها للقرآن الكريم وتطبيق قواعد اللغة العربية والسياق الذي يتطلَّبه البحث القرآني، فقد أعان هذا المنهاج قرّاءه على تدبّر الرسالة الخالدة وفهمها قريباً مما فهمها الأوَّلون منذ أكثر من 1400 عام. لقد تمَّ عرض بعض من هذا التدبّر الفريد الواقِع ضمن حدود الدين واللغة والسياق القرآني وبدعمٍ من الأثَر في كتابها الأخير: إحياء فاتحة اقرأ.

بدأ البحث كمدونة يومية عام 2010 فكانت قراءة لصفحات القرآن بأكمله صفحة بصفحة، ولا زالت أبحاث رندة مستمرةً بعد أكثر من عقد من الزمن حيث تواصل استعادة مفاهيم القرآن البديعة من خلال التعاريف الأصيله لألفاظه. تقوم رندة حالياً بمراجعة مدونتها للقرآن في جلسةٍ أسبوعية لإعطاء القراء فرصةً الاستمتاع بالبحث والنتائج.

يسعى أهل الإيمان اليوم إلى معالجة قضايا أزلية في ضوء تغييرات سريعة غير مُرَحَّب بها أحياناً، فتتأثَّر مجتمعاتهم بالضرورة في تعاملها مع الإشكالات المستجدّة على ضوء تلك المعالجة. من هنا تتَّضِح لنا أهمية العلم بالقرآن، فإنَّ تدبُّر آياته لا يثري المجتمع معرفيّاً وإيمانيّاً ويزيدهم ثقةً فحسب، بل يساهم أيضاً في معالجة المستجدات التي تقلقهم. إنَّ الذي ينقذ شبابنا اليوم هو العلم بالقرآن، فمن خلال فهم ما يقوله لهم ربّهم عزَّ وجلّ تتحقَّق إمكاناتهم وتتقدَّم مجتمعاتهم ويصبح السلام قابلاً للتحقيق. نظراً إلى كل ما تحويه المُدوَّنة التي تضع فيها رندة أبحاثها القرآنية، فإنّها تعتبر برأي الكثيرين أهم أعمالها.

اقرأ المزيد

أقوال مأثورة أعجبتني

كُنْ كَالزَّهْرَةِ الَّتِيْ تُعْطِيْ عِطْرُهَا حَتَّى لِلْيَدِ الَّتِي تَسَحَّقُهَا – الإمام

كُنْ كَالزَّهْرَةِ الَّتِيْ تُعْطِيْ عِطْرُهَا حَتَّى لِلْيَدِ الَّتِي تَسَحَّقُهَا الإمام علي بن أبّي طالب

"الجرح هو الثغرة التي ينفذ منها النور إلى أعماقك." جلال الدين الرومي

"لا يمكن حفظ السلام بالقوة، ولا يمكن تحقيقه إلا بالتفاهم." ألبرت أينشتاين

اقرأ المزيد

عند التقاء سن الشباب بعمر النضوج يتم تحديد شخصية كلٍّ منّا على صفحة الحياة كمثل مجرى النهر على سطح الأرض ليجري كل نهرٍ مبتعداً عن منبعه في وِجهَةٍ يبدو وكأنَّها قد حُدِّدت مسبقاً.

لكن سيتغيَّر المسار في بعض الأحيان تحقيقاً لإمكاناتٍ مكنونة، وفي أحيان أخرى سينعطف ويلتف اجتيازاً لعقبات في طريقه.

لا يتشابه نهران... لكل نهر مجرىً يحفره،
عمقه للأحياء ملاذ وسطحه للحياة سند.

وسيأتي على كل نهرما يغيّره...

سيتغير لونه وتتبدل حرارته مع تبدل الفصول وحرارة الشمس...
سوف تتموَّج صفحته مع الريح وتتلاطم أمواجه مع العاصفة...
ستنكمش ضفافه مع الجفاف وتتسع شطآنه مع المطر...

It will flow around curves, through crevices, splash against rocks, sweep down gradients, seep into e...

عند التقاء سن الشباب بعمر النضوج يتم تحديد شخصية كلٍّ منّا على صفحة الحياة كمثل مجرى النهر على سطح الأرض ليجري كل نهرٍ مبتعداً عن منبعه في وِجهَةٍ يبدو وكأنَّها قد حُدِّدت مسبقاً.

لكن سيتغيَّر المسار في بعض الأحيان تحقيقاً لإمكاناتٍ مكنونة، وفي أحيان أخرى سينعطف ويلتف اجتيازاً لعقبات في طريقه.

لا يتشابه نهران... لكل نهر مجرىً يحفره،
عمقه للأحياء ملاذ وسطحه للحياة سند.

وسيأتي على كل نهرما يغيّره...

سيتغير لونه وتتبدل حرارته مع تبدل الفصول وحرارة الشمس...
سوف تتموَّج صفحته مع الريح وتتلاطم أمواجه مع العاصفة...
ستنكمش ضفافه مع الجفاف وتتسع شطآنه مع المطر...

سينعطف مع حنايا الأرض ومن شقوقها سيتخلل... سوف يرتدّ عن الصخور وينحدر مع الوديان... سوف يتسرَّب داخل التربة إن ضعف، أو يقوى إن اجتمع بأمثاله فيرتفع ماؤه بمائها... هكذا... حتى يبلغ النهر غاية رحلته فيهجر فرديته لينغمر في بحر الموت ... حيث تلتقي وتتوحد كل المياه.

لكن المسارات التي نقشت
على وجه الأرض تبقى، معالم شاهدة على أنهار كانت تجري.

اقرأ المزيد