"الشعر في كل مكان حولنا، نجده في جمالٍ نعجب له، ونحسُّ به في فرحةٍ تغمرنا ، ونحتاجه لمواساة محزون، ونصرخ به ساعة الغضب، وننعم بتبادله مع الأحباء... الشعر في كل مكان.
يرافق الشعر أهم لحظات عمرنا ".
إنَّ شِعر رندة حموي جدير بالاهتمام، ليس لكونه مؤرِّخاً للأحداث الكبرى التي أثَّرت قبل عدة عقود على الإنسان العربي المسلم فحسب، بل كسجلٍّ لعواطفه خلال هذه الأحداث. ربما لتأثُّرِها بخلفيتها متعددة الثقافات ترى رندة الإنسانية كلها على صعيدٍ واحد حيث إنَّ كل ما يؤذي الناس أو يرهبهم يستحق الشجب بغض النظر عن قناعة الفاعل أو حجَّته.
أعربت رندة عن حزن الأبرياء، وعن حنين العائلات النازحة إلى أوطانها، وعن شوق المفاتيح إلى الأبواب التي فارقتها، وعن صدمة الأطفال اليتامى والأمهات الثكالى، وعن عجز العجائز، وعن وحشة من يموتون وحدهم تحت ركام القنابل.
كانت رندة تعايش المآسي وتعبِّر عنها في شعرها متحَمِّلةً ألم الوصفِ والبَوحِ، لكن حين كَسَحَت نيران الحرب وطنها الأم سوريا و بمشاهدها المروّعة ما لبث الشعر أن تجمَّد في عروقها، فكانت القصيدة الوحيدة التي كتبتها. بعد ذلك هي "رسالة من ضمير الإنسانية" ، وذلك أثناء حالة الطوارئ التي زامنت جائحة كورونا.
تأمَلْ رندة الآن أن تتَّحِد الأصوات الداعية إلى الحق والمرحمة وينهض الناس معاً لأجل السلام كي تتلاشى كل أصوات العدوان لنُعين هذا العالَم على احتضان أبنائنا بعد رحيلنا.